الجهادى جون



الكاتب : # س السعيد

هو شاب من أسرة لها ظروف معيشية جيدة لحد ما فى منتصف العشرينات من العمر, كان فى الجامعة يدرس فى هندسة الكمبيوتر, و لكنه مثل بقية الاعضاء فى “تنظيم داعش” تاركاً وراء ظهره كل شئ, و فى عام 2012 و بغرض الانضمام لداعش قام بالسفر إلى دولة سوريا.
هو جون الجهادى, السفاح الخاص بتنظيم داعش, ولد بدولة الكويت, و يدعى محمد الموازى و كانت نشأته فى الجانب الغربى من مدينة لندن و هو الذى كان يقوم بالذبح للرهائن الأجانب لتنظيم داعش – طبقاً لما قامت الصحيفة ميل أونلاين بالكشف عنه.
و بالتقرير الذى قامت الصحيفة بنشره ذكر, بأن أول مرة ظهر بها الموازى, كانت فى أغسطس الماضى على شريط فيديو مصور, و هو يقوم بذبح جيمس فولى الرهينة الامريكيى, و من بعدها و فى فيديوهات مماثلة أخرى لعمليات الذبح ستيفن سوتلوف الصحفى الأمريكى, و ديفيد هاينز عامل الإغاثة, و آلان هينيج سائق للتاكسى, و هما بريطانيين الجنسية, و بيتر كاسينج, عبد الرحمن الأمريكى عامل الإغاثة, و فى شرطين مصورين بالشهر الماضى ظهر فى عمليتان الشهيرتين لقتل كينجى جوتو و هارونا يوكاوا الرهينتان اليابانيتان.
كما ان الصحيفة الأمريكية واشنطن بوست, قد قامت بأجراء مقابله مع أحد الأشخاص و الذى قيل بأنه من الأصدقاء المقربون للموازى, مؤكداً على أنه قد تعرف عليه عن طريق ما ظهر به من مقاطع فيديو مصورة أثناء ذبحه للضحايا, حيث أن الصديق قد قال أثناء المقابلة: لست أملك أى شك فى أن الجهادى جون هو نفسه محمد الموازى, أنى متيقن بأنه هو ذلك الشخص, لقد كان لى كأخ.
كما أن الصحيفة مشيرة بأن سلطات بريطانية قد قامت بأستخدام أساليب و تقنيات استقصائية مختلفة بغرض كشف النقاب عن هوية الجهادى جون, بما فيها التقنيات الخاصة بتحليل الصوت و القيام بإجراء لقاءات مع الرهائن السابقون.
و كان مدير مكتب التحقيقات الأمريكى الفيدرالى, جيمس كومى, فى سبتمبر الماضى و هو بعد ظهور الجهادى جون بشهر واحد فقط,قد قال: اعتقد بأن المسؤولون قد استطاعوا بنجاح فى الوصول لهوية الشخص الذى ينفذ عمايات الذبح المصورة بالفيديو.
حيث أن جون يظهر بكل مقاطع الفيديو مرتدياً قناع لا يكشف من الوجه غير أعلى الأنف و العينين فقط و ملابس سوداء بالكامل و أسفل ذراعه الأيسر يجمل مسدس.
كما أن أسرة محمد الموازى قد قامت برفض طلب إجراء مقابلة مع الصحيفة, معلقة بأن نصيحة قانونية قد تلقتها بأن لا تقوم بالإدلاء عن أى تصريحات مطلقاً.
و الصحيفة منوة عمن قاموا بمعرفة الموازى معرفة شخصية وثيقة, ذكروا بأنه شخصية مهذبة و كان مغرماً مع التشدد الدينى بارتداء ملابس أنيقة عصرية, و أصدقاء له قالوا بأنه كان يقوم بإطلاق اللحيه و يعمل على تفادى النظر إلى أعين النساء بطريقة مباشرة.
و أيضا قال أصدقائه بأنه ترعرع و نشأ فى لندن فى حى من أحياء الطبقات المتوسطة, و بين الحين و الآخر كان يذهب ليصلى فى مسجد يقع فى جرينيتش.
و أصدقاء الموازى أشاروا فى حديثهم إلى صحيفة واشنطن بوست, مع طلبهم عدم ذكر الأسماء أو الهويات بسبب التحقيق و حساسيته, بأعتقادهم أن جنوحه نحو التطرف قد بدأ مع المنع له و معه اثنان من الأصدقاء الذين قاموا باعتناق الإسلام, من السفر إلى دولة تنزانيا بغرض الذهاب فى رحلة سفارى, و هذا فى عام 2009 بعد أن تخرج من جامعة ويستمنستر, حيث أنه و عقب ذهابهم إلى دينة دار السلام قامت الشرطة هناك بالقبض عليهم و احتجازهم, و لكن لم يتضح أن قامت سلطات تنزانيا بتوضيح أسباب الاحتجاز إلى الثلاثة, و فى نهاية المطاف قد تم ترحيل الثلاثة أصدقاء إلى بريطانيا مرة أخرى.
كما أن الصحيفة قامت بالنقل عن مدير الأبحاث فى الجمعية البريطانية لحقوق الإنسان, عاصم قريشى, حيث انه كان على تواصل مع محمد الموازى قبل أن يقوم بالمغادرة إلى دولة سوريا, قائلاً: اعتقد بأن جون هو ذاته محمد الموازى, و لقب جون هو من قامت الرهائن المفرج عنهم بأطلاقه عليه.
و بعد قيامه بالمشاهدة لمقطع فيديو و الذى يقوم الموازى بالظهور فيه, قريشى قائلاً: يوجد تشابه كبير جداً, مما يجعلنى هذا الفيديو بالشعور القوى و كامل اليقين بأن المدعو جون, هو بالفعل نفس الشخص محمد الموازى نفسه و بشخصه.
حيث يذكر بأن الموازى قام بالسفر إلى أمستردام زاعماً بأن أحد ضباط جهاز الأمن الداخلى “ام آى 5″ , قام بتوجيه الأتهام له بالمحاولة فى الذهاب إلى دولة الصومال حيث تتواجد حركة “الشباب” هناك, و هذا طبقاً لما قام ببعثه من رسائل بريد إلكترونى إلى القريشى.
و التى بها قام الموازى بنفى تلك التهم و قال بأنها كانت محاولة تجنيد له من الجهاز الأمنى البريطانى, بينما ذكر رهينة أخرى سابقة بأن جون كان بحركة “الشباب” مهووساً مما جعله يعرض مقاطع للفيديو عنها على الرهائن ليروها, و فى عام 2009 و تحديداً فى فصل الخريف تم السماح إلى الموازى و ما معه من أصدقاء بالعودة مرة أخرى إلى بريطانيا و حينها قام بلقاء القريشى بغرض أن يناقش معه ما حدث.
و القريشى ذكر بأن معاملة الموازى بشكل ليس فيه أى عدل مطلقاً هو ما جعل منه ساخطاً بشكل شديد.
و بعد هذا , الموازى أخذ القرار بالعودة إلى دولة الكويت و هى مسقط رأسه و استطاع أن يعثر هناك على وظيفة و كانت فى شركة تعمل بمجال الحواسب الآليه, و لمرتين عاد مرة أخرى إلى المدينة اللندنية, و فى ثانى مرة له كانت الترتيبات النهائية له للزواج من فتاة كويتية بالكويت.
و لكن حدث العكس ففى سنة 2010, تمكن الضباط بمكافحة الإهاب فى بريطانيا مرة أخرى من احتجازه, و قاموا بتفتيش أمتعته و أخذ البصمات له, و فى اليوم التالى محاولاً السفر للكويت تم منعه من السفر.
و إلى القريشى قام بكتابة رسالة إليكترونية له و قال: لدى فى دولة الكويت عمل ينتظرنى كما أرغب فى أتمام الزواج هناك, و لكننى فى لندن الآن و لدى شعور السجين, و لكن بلا قفص, حيث أن رجال الأمن قاموا بوضعى تحت المراقبة, و قاموا بمنعى من الذهاب إلى بلدى و مسقط رأسى الكويت لأقوم ببدء حياة جديدة هناك.
بينما فى سنة 2012 القريشى ذكر بأن الموازى طلب منه النصيحة فى رسالة أخرى بعثها إليه.
موضحاً: أن الموازى عبارة عن شاب لدية الأستعداد لأن يسلك كل ما هو ممكن من الطرق من آليات الدولة من أجل التغيير للوضع الشخصى له, و فى نهاية المطاف جاء له الشعور بأن ما يتم أخذه من إجراءات كمحاولة لتجريمه و لا يملك أى سبيل لكى يقوم بأى شئ حيال ما يحدث معه.
كما أن أصدقاء الموازى مؤكدين على أن الوضع له فى العاصمة البريطانية جعل منه دائما السعى لكى يقوم بمغادرة بريطانيا, و لكن الوصول له إلى دولة سوريا ليس واضحاً كيف أو متى.
بينما ذكر صديق له بأنه من المعتقد بأن الموازى رغب فى الذهاب إلى دولة السعودية فى عام 2012 بغرض التدريس للغة الإنجليزية, و لكنه لم ينجح و بعد هذا بقليل قام بالاختفاء.
و صديق أخر أوضح قائلاً: بأنه فى مكان آخر يريد البدء فى حياة جديدة له و لهذا كان غاضباً, حيث انه كان يريد الخروج و باى طريقة فى مرحلة بعينها وصل لهذا الحد, و عند وصوله إلى دولة سوريا, قامو الموازى بالاتصال بأحد الأصدقاء له و بأسرته, و لكن نشاطاته فى سوريا لم يتضح بشأنها ما ذكره لهما.
كما ان رهينه سابق بعد أن عاد من أسرهِ قام المحققون بالاستجواب معه, قائلاً: جون يعد فرد من أفراد الحراسة المعينون فى سجن إدلب منذ عام 2013 على الرهائن الأجانب, حيث أن الرهائن كانوا يسمون السجن “الصندوق”, و كان بمرافقة جون شخصان لهم لكنه بريطانية, كان منهم من يسمى جورج.
و الرهينة السابق موضحاً بأن جون قام بالمشاركة فى التعذيب للرهائن عن طريق التقنية بإيهامهم بالغرق.
و أيضا يوجد رهائن سابقون ذكروا جورج بوصفه على أنه من بين ثلاثة أخرون القائد, و لكنهم أفادوا بأن من طباع جون كونه “ذكياً و هادئاً” , و أحدهم ذكر قائلاً: كان من بينهم المتأنياً بشدة.
و من أوائل عام 2014, تم العمل على نقل جميع الرهائن إلى الرقة و إيداعهم بالسجن هناك, و بين الحين و الآخر كان ثلاثة يقوموا بزيارتهم, حيث كان يظهر عليهم بأن لهم أدوار فى تنظيم داعش تبدوا هامة جداً.
و تقريباً فى ذات التوقيت, قام قريشى ببعث رسالة إلى جون ليطالبه برقم الهاتف الخاص به, و لكنه مطلقاً لم يتم الرد عليه بالجواب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
مدونة المغير الان © جميع الحقوق محفوظة